قلمٌ و ورقة

الشتاء اقبل وهو دوما يشعرنى بالوحدة ومعه تتعمق اسقاطاتى النفسية ..واعود ابحث عن ذاتى فى دفتر ايامى ...
وانا اقلب دفاترى عاد بى الزمان الى عهد الريده الاخضر..
الحب هذا الاخطبوط الذى يسيطر على حياتنا ويشكل نفسياتنا...الحب الذى دفع
السيد نابليون ...الى حشد الجند واشعال الحروب وهو يبحث عن نصر فى حبه
لجوزفين .
اذن سوف اطوف اليوم عن عاطفتنا....العاطفة النبيلة التى عشنا جزء منه
للعاطفة مواقف تورث الضحك اذا كنت فى مدرجات المشاهدين وانت تراه بين
اتنين...منها حكاية محاولة اخفاء حالة الحب ...والذى ما استطاع احد جرب
لوعات الحب اخفائه من عنتر ....وحتى الحسين الحسن شاعر (تفشى الخبر) والذى
اشترطت عليه محبوبة الشعر ان يظل سرهم الحب واعلانه بمثابة قبر الذى
بينهم...وقد كان وكانت اجمال القصائد السودانية..وهاهو يتحسر (وقد كنت
خبأته عن فضول البشر ...ولكنى ذات يوما شديد الغمام كثير المطر.. ذكرت
مكانا عزيزا علىّ...انت به وانا و....... ذكرت حديثك ذاك الخجوله...الخ
وتفشى الخبر)وهذه من علامات الحب النبيل.
التى سرعان مايمشى بها الركبان ...بل وينسجون عليها من خيالاتهم قصص تسمو
بها وتخلدها..والناس حينما يفعلون ذلك انما يدافعون عن شيئا لم يملكوه
ابدا وان ظل الكثيرين يحلمون به .انه الحب.
والعاطفة قصة مستمرة...من لم يترنم وهو يستعد لمقابلة من يحبه...بترانيم
سيد خليفة والمقطع المشهور(ولى المساء...وانا اهيىّ زينتى واعد مفتخر
الثياب...)
ومن لم يسرق من وقت دراستة زمنا يستسفى فيه الى حب تملكة واعجزه..من
وكنا ومن نحب ...نتساجل ....فى امر المحبين امثالنا ...كنا نداعب
قيس....ونرسم بفرشاة البراءة..مواعيد اللقاء...وان انسى لا انسى...حديثنا
عن علاقة الحب بالماء...لماذا يعشق الانسان الماء.....هل الغرير هو صوت
الحب ....كنا نتلعثم اما حقائق اثبتتها كتب التاريخ ولا نعلم...
والان وانا قد تشربت جفونى بفعل كثرة المدارسة...علمت تلك الحقيقة
...حقيقة الماء والانسان ..ليس لان الماء مهم للحياة ولانه شرابنا
الوحيد....لا وانما حوجتنا اليه لكى نغتسل ...نعم نغسل كل اوزارنا بماء
الحياة المبارك...الهندوس....يفعلون ذلك انهم يسعون الى نهر الغانج
...لانه فى معتقدهم هو نهر النقاء...من كل حدب وصوب ياتون للاغتسال وحرق
موتاهم على ضفافه....نحن المسلمون نذهب الى بئر زمزم ..نتبرك ونتمنى
امانينا....
ونهر الاورد......ياتى اليه بعض المسيحيون...وبافاريا ...
كنا دون ان ندرى نتحدث عن مثل هذا..والعاطفة دوما تدهشك عندما تجعل عقلك يقدم كل طاقاته للابداع هدية لعقل المحبوب.
وجسمى انتحل ...وكيف العمل ...نفسرها على حالة حب ....كل ماحولنا كنا
نطوعه للحب ...نتسابق فى جلب كل ماهو جديد لارضاء المحبوب....والاغانى
...الاغانى تفعل فينا فعلا عجيب...ذات الشامة...وحلم الاماسى....سيف الدين
الدسوقى يناصر قضيتنا ....ب.ليه تقولى انتهينا ...وسليمان ابوداؤد...ندمت
عليك..والكثير الذى كان يتصدر خطابتنا ...كنا لانعجز بتطويع الاغانى لخدمة
قضيتنا ...من حالة هيام...او فض مخاصمة...او حتى..ممارسة الدلال.
وقصة الوردة الحمراء....والفتى النرجسى....وقصة الفراشة والنار ....وكل الاحاجى كانت تخصب فينا عقول بضه تنبت كل شى...وفى براءة...
وكانت الدفاتر هى مهجع لنا نقدم حشاشتنا وبالادلة نعم والبراهين كل
لوعاتنا وانكسارتنا وفرحنا وهيامنا...نسكبه فى دفتر خاص لا يطلع عليه احد
ونداوم على جعله بعيدا من ايادى الخبثاء...والاهل ....آآآآآآآآآه...من
الاهل عندما تسقط مثل هذه الدفتر فى اياديهم ...وكثيرا ما تسقط.
والشعر .....
نزار ....وقصيدتة عن بلقيس ...وفاروق جويدة ...عيناك ارض لا تخون...ومحمود
سعد دياب...فى مقدم ديوانه...وشاعر....عزى علىّ... فلن اقول كفى ما شق شق
فواد كانا مؤتلفا....فأانت به ان دق دق وان دق وقف..
ونزار...فى زيدينى عشقا زيدينى يا احلى نوبات جنونى...ومانع سعيد...الحب
الذى قد مات...ومجنون ليلى...وفاروق شوشه وهو يقدم ..بخره...لطلاب
الحب..فى احلى عشرين قصيد حب...ونفسيات عنتر وعبله....ولمن طلل بين الجدية
والجبل....ودخلت على الفتاه فى الليل المطير وهى ترزح فى الدمخش
والحريرى...وشاعرنا ..الهادى..آغدا القاك....ووالليل اقبل
لاتنامى...وكثيرا كثير....والعاطفة البكرة تجعلك تسهد حتى الصباح ...بين
امل لقيا الحبيب وحصة الحساب الصباحى.
وبين البين دموع وضحكات...كنا فى الحب نربح انفسنا ابدا لا نخسر ...ابدا ....
تقول...أليس سلوم ...فى مذكرات صحفية..(التقيته مرة، فسالته:-ياشاعرى ، هل
يعيش الحب فى زمن الحرب؟....اجابنى يستطيعون اغتيال الانسان ، يستطيعون
اغتيال الكلمة، الا ان الحب هو وحده لا يؤثر فيه الرصاص!
عدت والتقيته مرة ثانية، وفى المرة الثانية سالته:- ياشاعرالحب ، هل انت
بحالة حب، فقال لى:- تساليننى اذا كنت احب وكأنك تسأليننى اذا كنت اعيش!
هل سمعت بقول ديكارت انا افكر اذا انا موجود؟ اومأت براسى ....فقال: انا
احب، اذا انا موجود.
الشتاء يفعل فينا مثل هذا يجعلنا نرمى الناس بالهترشات...ولكنه الحب
والعاطفة قصة مستمرة....ولهل حكايت عده وبطرق مختلفة ....
ولان الذى لايحب هو جسدا صدى...
انا احب ............اذا انا موجود.
.....ونلتقيكم